في المفعولِ المطلَق..

[أحمد طايل]

إهداء إلى كل مفعولٍ مطلق .. وكل نائب عن المفعول المطلق

أفقتَ في منتصفِ حلمكَ وتعمدتَ في ضجرٍ أن لا تتذكر صوت الزهرة وهي تتحدث عن رائحتها؟ الزهرة يا عزيزي لا تتحدث عن أريجها! تفوح وهي تنام طيَّ كتاب مترب.
لتسترح الآن ، فالقادمون إلى إفاقتك لا يشغلهم أن يمر يومك جميلا كلون خديها حين أشفَقَت عليك لأول مرة. ثم بربك لا ترتد زي القديس ..من منا يارجل لا يحتضن آثامه وهو ينام - إن استطاع- ملتحفا بزهو آدميته وخطايا الشجرة الأولى. أرجوك ..انزع زي الواعظ ولا ترفع صوتك بالتضرع والابتهال وأنت تظن أنك ترشد الجمع إلى طريق الخلاص، فلكم تحملت أحبالك الصوتية مانشرته أنت من غسيل لم يكن نظيفا بما يكفي..
إذن ...أفقتَ من منتصف حلمكَ وتعمدتَ في صخب أن تزعق بوجه مرآتك، علّها تنفض ملامحك المتدلية كصليب لين في لوحة لسيلفادور دالي؟ اهترأتَ كأسمالٍ احتفظتَ بها لتلمِّعَ نعليك ..تبسمتَ بما يشبع رغبة قطة في الملل من دقات قلب لفأرٍ تحت مخالبها.. ثم وضعتَ عطرك المفضل واعتقدت أن غير المبالين سوف يسعدهم أن يتنفسوا بقايا أوهامك؟ لا جرم أن اليقين أجدى من تأوهات الشك، لكنك تعلم أن الطريق طويل، والأمل الذي أحكمت رباطه بين عينيك قد يخونك يوما ويتسرب من فخَّار انتظارك.
أفقتَ
عند منتصفِ الحلم..إذن ..
أم أنك أفقتَ ..لتوِّك؟

[زاهر علي]

أخي الكريم أحمد طايل
أما التعليق هناك فقد كان للصفحة كلّها(هذا الصباح) ولذلك الابداع الذي قرأته بمراحله..واعجبت به..
وأمّا هنا..
أقول..(وهذا رأيي)
أنّك تستخدم هنا الجانب اللغوي لديك بمهارة وذكاء ولا توقف القارئ عند الهامك وصورك التي وان كانت بارعة الا أن سياق النصّ استخدمها في رساله موجّهة سريعة غاضبة لكنه لا يفقدها دقّتها في قراءة ثانية
أرجو أن تصل الى صاحبها..
و أنتظر القادم..

[راحيل الأيسر]

هذا النص أيها السيد الكريم نص جميل بما فيه من شخصية سلبية .. أو قد تكون حالة مرت في خاطر الكاتب .. إلا أنه كان عندي بمثابة جواب لتساؤلات عديدة مرت في ذهني وربما
لقصور فهمي أو عجز مفرداتي لم أستطع أن أجعل منها تحفة لغوية كما فعلت منها أنت أيها الموقر


ثم استحضارك لوحة الصليب للإسباني سيلفادور فيليب دالي جاء موفقا جدا .. واختيارك لهذا الفنان على وجه الخصوص خدم نصك الذي يتحدث عن تضخم الأنا عند أحدهم .. فلمن لا يعرف سيلفادور ..كان فنانا يتنازعه تناقض نيتشة وسوداوية شوبنهاور ( الذي كان يعادي حتى أمه الروائية صديقة الألماني المعروف جوتة.. لا يحضرني اسمها)

وسيلفادور كانت تصرفاته غير مألوفة وهو مع عبقريته كان يصل حافة الإبتذال في كثير من الأحيان .. ويقال أن هوسه المزمن بالعظمة شكلت لديه اضطرابا عقليا ..

لكنه في النهاية تصومع وحتى فنه اتجه من السيريالية المجنونة كما أطلقوا عليه إلى اتجاه أقرب
للصوفية الكاثوليكية ..


وقالوا ( ليست فضائلنا في غالبية الأوقات سوى رذائل مقنعة ) لاروشفوكو *

نص جذبني فيه جميل تراكيبه وحسن صياغته .. ولفتتني بشدة صورة القط الذي يكسر ملله بالإستئناس لخفقات فأر بائس ضعيف جاء تصويرا لا يخلو من الطرافة والجمال في الآن معا وبينت قدرة المخيلة عند الكاتب في توظيف الصور التي تخدم المعنى المنشود.. استحضرت هنا قول الجاحظ أن المعاني مطروحة في الطريق وإنما الشأن في صوغ القالب اللفظي المعبر عنها

تحيتي وتقديري


(((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((( ((((((((((((((((((((((((((((((((((((

*مفكر فرنسي كان ضابطا في الجيش خاض معارك وأبلى بلاء حسنا كما خاض معركة مع ديشيلبو وانهزم منه
فانكفأ على نفسه يكتب مذكراته التي كانت أقرب للفلسفة لم يألف في حياته أوتألفه سوى صديقته مدام دي لافاييت

[عبد السلام الكردي]

أرهقتني يا صديقي..في البحث عن الرجل الذي استفاق في منتصف حلمه, والذي تستحلفه بألا يرتدي زي القديس0,ولا يزعق في وجه مراّته ولا يبتسم بما يشبع رغبة القطة كما ذكرت,لكن..دعني اقولك لك أيها الكاتب الجميل, أنني , وعلى الرغم من مساوىء من وصفته وتحدثت عنه في نصك البديع هذا, إلا أنني أغبطه أو أكاد أحسده, على فوزه بقلم كقلمك يكتب عنه ما كتب, صور رائعة كعادتك في جميع نصوصك أخي الكريم, وتعابير لا تخلو من بلاغة, لا ترهق القلم ولا القارىء في شيء, سلاسة في السرد متقنة حد التماهي في اللطف رغم الصخب المشبع به هذا النص..لابد من القول, أنك وفي جميع نصوصك تتوخى عدم الوقوع في التكرار المؤذي للنصوص النثرية .تحياتي وفائق احترامي وتقديري.
للتثبيت تقديراً

[أحمد طايل]

الأخوان الكريمان : زاهر على وعبد السلام الكردي
الأخت الكريمة راحيل الأيسر
وكل من مر وقرأ
أشكركم على لطيف كلامكم وشفيفه
هذه مشاركة قصدت بها الحديث عن الآخر الذي استشرى في عصرنا ، ولست أخص بها أحدا بعينه. أنا حينما أخص أذكر اسما ولا أبالي، وأتحاور بعقلية ومنطق قلما ينفعان إلا مع من رحم ربي. وبرغم ما تكاثر وتعاظم ونما في ثقافتنا من سفه وعجب ومراء ، فإنني لا ألقي كثير بال لأضغاث كتابات...إن كثرة القبح تنسينا الحديث عن الجمال أحيانا. ومن الفنون أن تتحدث عن القبيح بجميل، فيكون نيسان أقسى الشهور كما قال إليوت في "الأرض اليباب". ما جاء هنا هو "قصاصات" أو فسيفساء تجمعت لشخوص في الحياة يمر بها المرء هنا أو هناك، تتمثل أمامه رسما لفكرة أو شخصية character وعلى من يرى بعضا من ذاته فيها أن يلوم نفسه ولا يلومني. هذا للتوضيح ونظرا لما توارد إلي من تعليقات أو تساؤلات..
تحياتي للجميع ..