أشباح نوافذي

[سيد يوسف مرسي]

أشباح نوافذي
لا تتلاشى
كل الأشباح تسكن حجرتها
أما أشباحي لا تفارق نوافذي
في مقلتيَّ واقفة
خلف نوافذي تسكن
مرعوب منها النهار
وبالليل لا تذهب ولا تختفي
عناد رغم أنف القلب الحجر
البهجة تنتهك
يا صنابير السماء خري مدر
ويا شهب السماء أقذفي الغجر
دع الأرواح تستكين
وأرغون العمق المدفون
كيف نعيش ونحيا على الأرض
محتال على الناي أعزف
نتحدى اللحظ
نكبت ارتعاشه الجسد
نراوده لسحر الحزن
عواطفنا اليومية غشيانه
أكثر الاحتمالات لا توجد عناية
نستقصي العمق
يزرف أدخنة الاحتراق
تلك هي أشباح نوافذي
رحلة عمري وقصتي
آه يا شعر رأسي
أفرك أهداب عيني
أمد يدي
أجساد هلامية التكوين
تذوب كما يذوب الملح
في المـــــــــــــــاء
جدران بيتي تدق
وأسناني لا تتوقف عن القضقضة
تنغص مقامي وليلي
تسرق الأمن من طفلي
لو أن بى قوامة
لماذا لم أكشف وجه ؟
الشبح الماثل
أين محل الرؤية ؟
كائنات .؟
وغربة اللسان
وخيال يحاور الخيال
أقرأ تعاويذ ي
أرتل ثم أرتل
أين بقية الموال ؟
أجأر وأطلق اللسان للعنان
غربتي هلكت كل ملموس
كيف جعلت من الشبح كائن ؟
كيف غزلت من الخوف مساكن ؟
على سرير احتضاري
مغزل الأيام
أخشي الشبح أن يمسني
أذوب من صهده وأحترق
حتى الضحى ما عاد يتركه
سألت الآخرين عن سحنته
هل تعرفون للشبح وجه ؟
اختفى السؤال وبدى العجن
أشرد حيث الفراغ
وأضرب في غور الشرار
وأعبأ أجولة من تحت الأضلاع
لا زلت أنظر نافذتي
مخنوق بحبل الفراغ
بقلم // سيد يوسف مرسي